لاكوست قامت على فكرة قميص

لاكوست قامت على فكرة قميص
دبي باهر النابلسي
تأسست شركة لاكوست قبل خمسة وسبعين عاماً، اعتماداً على قميص صممه أندريه لاكوست للعب التنس، وهي اليوم تبيع منتجاتها من خلال ألف متجر متخصص وآلاف المنافذ الأخرى في مئة وعشر دول حول العالم
حقق رينيه لاكوست، لاعب التنس الفرنسي الشهير، شهرة عالمية في مجالين اثنين، هما: التنس والأزياء، وعندما فاز في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس عام 1927م، ارتدى قميصاً صنعه هو بنفسه لنفسه، أبيض اللون، بكم قصير، محاك من نسيج خفيف يدعى "جيرسي بيتي بيكي"، مصمم لإبعاد الرطوبة، وكان هذا أول تصميم خاص للملابس الرياضية، كان ذلك القميص خروجاً كبيراً وجذرياً عن الملابس المستخدمة حينها في لعبة كرة المضرب، التي كانت من نسيج خشن ذي كم طويل يدعى أكسفورد، وفي عام 1923م، خلال كأس ديفس لقبت الصحافة الأمريكية لاكوست بالتمساح، لمراهنته على حقيبة مصنوعة من جلد التمساح الأمريكي، المسمى "أليجاتور"، ولعدم وجود اسم مماثل في الفرنسية استخدم اسم "كروكودايل" الذي التصق برينيه بسبب سلوكه العنيد في الملعب، بعد ذلك رسم له صديقه روبرت جورج تمساحاً، وطرزه على سترته التي يرتديها.
بعد تقاعده من التنس، أسس رينيه قمصان التمساح في عام 1933م، بالاشتراك مع أندريه جيللر، مالك ورئيس أكبر شركة نسيج فرنسية في ذلك الوقت، وشرعا في إنتاج ملابس تنس ثورية جديدة، كالتي صممها لاكوست ولبسها في مبارياته، وقد استخدموا شعار التمساح مطرزاً على الصدر.
توفي أنديه لاكوست في عام 1963م، وتولى ابنه أندريه رئاسة الشركة حتى عام 2005م، حين مرض مرضاً شديداً، فتولى أخوه الثاني ميشيل رئاسة هذه الشركة، التي أصبحت عملاقة، ولقد زار ميشيل دبي حديثاً، ووجدناها فرصة مناسبة للقائه والحديث معه حول شركته لاكوست.
من المعروف أن عدداً قليلاً من الشركات العائلية تستمر لفترة طويلة، خاصة حينما تكبر، ولاكوست واحدة من هذه الشركات فهل تحدثنا عن ذلك.
أعتقد أن في هذه المنطقة من العالم مجموعة من الشركات العائلية الكبيرة والمهمة، إنهم ناجحون ويستمرون في نجاحهم، لأن لديهم قوة العائلة التي تدعم الشركة، ومن ناحية أخرى، أعتقد أن للشركات العائلية قدرة أكبر على التخطيط للمستقبل، سواء في المدى المتوسط أو المدى البعيد، مما لو كان هناك حملة أسهم، ولا أعني بذلك أن الشركات المساهمة أقل قدرة على التخطيط للمستقبل، ولكني أعني أن كثيراً ما يكون لدى حملة الأسهم اعتبارات قصيرة المدى، وفي فرنسا العديد من هذه الشركات العائلية، ولكني أريد التركيز أيضاً على أن الشركات العائلية هي الأنسب للتعامل مع منتجات لها علاقة بأسلوب الحياة مثل منتجات لاكوست.
ما هي التطورات الجديدة التي حدثت في شركة لاكوست لنقل خلال العقد الماضي؟
لقد تطورنا من شركة ألبسة وبعض الإكسسوارات، إلى شركة تمثل أسلوب حياة "لايف ستايل"، لقد تنوعت منتجاتنا الآن بشكل كبير، فالألبسة تمثل 60 بالمئة من أعمالنا، أما العطور فتمثل عشرين بالمئة، والأحذية خمسة عشر بالمئة، وهناك خمسة بالمئة لمنتجات أخرى، ولدينا الآن منتجات جلدية، وساعات، وأحزمة، ونظارات شمسية، وإطارات نظارات، إننا نسوق سنوياً الآن حوالي خمسة وستين إلى سبعين مليون وحدة من منتجاتنا، هناك تمساحان صغيران ينتجان في كل ثانية على مدى الأربع وعشرين ساعة يومياً، وثلاثمئة وخمسة وستين يوماً في السنة، وإذا أردت أن تحدد هذه بأرقام الجملة، فإن مبيعاتنا تبلغ حوالي بليون ونصف يورو سنوياً، ولدينا حوالي ألف بوتيك متخصص بمنتجاتنا حول العالم، هذا عدا عن المتاجر الأخرى التي تعرض وتسوق لهذه المنتجات.
هل نستطيع القول الآن بأن لاكوست أصبحت داراً لها زبائنها الذين يشترون هذه العلامة التجارية فقط؟
نعم، هذا صحيح في حالة المنتجات الرياضية الأنيقة، قد لا تجد كل شيء تريد أن ترتديه، ولكن لدينا أحذية جيدة وساعات جميلة وغير ذلك.
قلت إن لديك حوالي ألف بوتيك توزع منتجاتكم بشكل حصري، فكيف تتوزع هذه البوتيكات حول العالم، أو بالأحرى ما هي أكثر المناطق نشاطاً بالنسبة لكم؟
نحن نتواجد الآن في مئة وعشر دول حول العالم، وأعتقد أننا نشطون في كل هذه الدول، السوق الأمريكية مثلاً تمثل حوالي عشرين بالمئة من نشاطنا، كما أننا نشطون في أوروبا كلها، من فرنسا حيث ولدنا إلى بريطانيا وأسبانيا وغيرها، كما أن لنا تواجداً جيداً في الشرق الأقصى، وهنا في الشرق الأوسط، من خلال مجموعة شلهوب، ومناطق أخرى كثيرة، إن شعارنا "التمساح" نشط الآن في كل مكان.
وماذا عن السوق الروسية أو دول الاتحاد السوفييتي السابق؟
كنا نعمل هناك منذ زمن طويل، ولكن على مستوى ضيق، ولكن الأعمال بدأت تنشط منذ فترة وبشكل سريع، فقد أصبح لدينا الآن حوالي عشرين بوتيكاً في روسيا، الأعمال هناك أنشط بسرعة كبيرة، وقد كنت شخصياً في موسكو، وأعتقد أن الأعمال تسير بشكل جيد.
وماذا عن الدول الأخرى مثل أوكرانيا مثلاً؟
الأمور هناك تسير بشكل أبطأ، ولكننا نمضي خطوة خطوة، فالفرص هناك مازالت محدودة، وكما تعرف فإننا لا نستطيع أن نذهب إلى أي مكان لنضع بضائعنا فيه، يجب أن يكون هناك منفذ لنا أو من خلال مراكز تسوق فخمة وجيدة.
وماذا عن أسواقكم في الشرق الأوسط؟
لقد حدثت هنا تطورات رائعة في هذه المنطقة، ليس من ناحية السكان فقط، بل أيضاً من ناحية السياح، أعتقد أن لدينا هنا أسرع المناطق نمواً في العالم.
بالحديث عن السياحة والتسوق من قبل السياح، خاصة في دبي، هل ترى أن هناك اختلافاً في الأذواق هنا ما بين ما يباع في دبي أو ما يباع في قطر أو السعودية مثلاً؟
عميلنا اليوم يعرف لاكوست، وهو يبحث عن هذا المنتج، وهو يعرفه ويعرف ما الذي يريد الحصول عليه، لربما كان الفارق الوحيد هنا هو مبيعاتنا للنساء، إذ أن مبيعاتنا للنساء في مناطق أخرى من العالم تمثل أربعين بالمئة من مجمل المبيعات، إلا أنها أقل من ذلك بكثير في هذه المنطقة.
ماذا عن الهدايا، من المعروف أنه من الصعب اختيار هدية لرجل، عكس المرأة التي تستطيع أن تجد لها آلاف الأشياء، فهل لديكم أي إحصاءات عن نسبة ما يشترى من بضائعكم كهدايا؟
كلا، ولكننا نعرف أن قسماً منها يشترى كهدايا، وخاصة بين أفراد العائلة الذين يعرفون شغف بعضهم البعض، وتعلقهم بهذه العلامة أو تلك، فهم في ذلك لا يقدمون المنتج فقط، بل يقدمون أيضاً القيمة التي تمثلها، وأعتقد أن القيمة التي تقف خلف منتجاتنا، أنها تمثل نوعية حياة متطورة، وهي في نفس الوقت عريقة ومعروفة في السوق منذ خمسة وسبعين سنة، ولكن الذي نلحظه هو ازدياد المبيعات وبشكل كبير في المناسبات كالكريسماس ورأس السنة.
هل تعتمدون على ولاء عملائكم وإلى أي درجة، وما هي نسبة العملاء الذين يجربون منتجاتكم ثم يعودون إليكم؟
عندما يذهب العميل للتسوق في مكان ما، فهو يبحث عن منتج جيد، وعندما يجد هذا المنتج ويجربه فهو بالتأكيد سيبحث عن نفس العلامة في المرة القادمة، ونحن في لاكوست نولي منتجاتنا عناية فائقة تجعلنا نتأكد من أن عملائنا يبحثون عن منتجاتنا دائماً.
ماذا عن التطوير، وما الذي تخططونه للمستقبل، خاصة بالنسبة لمنطقة الخليج؟
بالنسبة لمنطقة الخليج نحن نعمل هنا بالتعاون مع شركة شلهوب، ولدينا ديناميكية في التعامل مع التطورات في المنطقة، لقد افتتحنا العديد من المنافذ الحصرية، وهناك عدد آخر قادم، هناك واحد في مصر مثلاً، وبعض المراكز التجارية الجديدة بشكل عام، أرى أن متاجرنا سوف يكثر عددها، كما أنها سوف تتوسع، فلدينا العديد من المنتجات الجديدة الآن، مما يستلزم منافذ أوسع.
هل تأثرت أعمالكم بالفارق الكبير بين سعر الدولار وسعر اليورو السائد حالياً؟
من المؤكد أنها تأثرت، ولكننا في المجمل نتبع سياسة التصنيع في منطقة العملة ذاتها، فعلى سبيل المثال معظم ما نبيعه في الولايات المتحدة يأتي من أمريكا اللاتينية، وبشكل خاص من بيرو، ولكن هذه التغييرات واحدة من عناصر العمل، لا يجب النظر إليها على أنها مأساوية، كما أن العملاء يعرفون أن هناك تذبذباً في العملات، فعندما يذهب أحدهم لشراء منتج من منطقة معينة، فهو يعرف مسبقاً إن كانت عملة هذه المنطقة قد تغيرت.
بعض الشركات الأوروبية بدأت بالتغلب على موضوع فرق العملة هذا بالتصنيع في الصين، فهل لكم أي مصانع في الصين؟
نعم، والصين اليوم لديها صناعات متطورة ومتقدمة، وهي منشأ للعديد من الصناعات القيمة، مما نستطيع معه أن نقدم نفس النوعية الجيدة من جميع مصانعنا، والفارق الوحيد هو أنك عندما تشتري قميصاً من شنغهاي فهو قد صنع في الصين، أو من نيويورك فهو قد صنع في بيرو، ولكنه نفس القميص بنفس النوعية ونفس المواصفات.
ولم ينس ميشيل أن يذكر لنا أنه يشعر بسعادة غامرة، "عندما أسافر حول العالم وأرى التمساح شعار شركتنا ينتشر في كل مكان والناس يرتدون لاكوست".

عدد المساهمات : 282 تاريخ التسجيل : 07/11/2008

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

عدد المساهمات : 140 تاريخ التسجيل : 06/08/2009

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 06/08/2009

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عدد المساهمات : 291 تاريخ التسجيل : 09/12/2008

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

» 31 فكرة لاستغلال إجازة الأولاد